Blogger Widgets





الجمعة، 19 يوليو 2013

مـــبــاشــــر

مـــبــاشــــر

أيها المواطنون، أيتها المواطنات، مرحبا بكم في هذا النقل المباشر، لمراسيم عودة قائدنا العظيم، ومعلمنا الملهم، وباعث حضارتنا ومجدنا، رئيسنا الأمجد، من رحلته المظفرة الميمونة، الساعة الآن، الثالثة صباحا، ويتوقع وصول طائرة رئيسنا العظيم بعد لحظات. أيها المواطنون، أيتها المواطنات، الآلاف من أبناء الشعب جاؤوا  إلى هنا، إلى هذا المطار العظيم، ليحيوا قائدهم وحبيبهم، وقرة أعينهم، لم تسعهم مدرجاته فسدوا أفقه من الشمال والجنوب، إنها كتلة بشرية واحدة من المطار إلى العاصمة، على طول  خمسين كيلومترا، أتوا فرادى وزرافات للتملي بطلعته البهية، عشرات الآلاف من أبناء شعبنا العظيم جاؤوا ليمتعوا عيونهم برؤية ابن الشعب البار، عبقرية دولة قحطان العظيمة، لقد أنجب التاريخ العديد من الرجال، لكنه أبدا لم ينجب مثل هذا العبقري، حاشا أن يماثله عظيم على هذه البسيطة، في الماضي أو الآن أو مستقبلا، أيها المواطنون، أيتها المواطنات، انظروا إلى هذا المطار العظيم، فهو يعطيكم الدليل على عظمة رئيس دولتنا العظمى، وعظمة شعبنا بإرادته لا بعدده، لقد استطعنا قائدا وشعبا أن نشيد المفاخر والبطولات والملاحم، انظروا إلى هذا المطار العظيم، مفخرة دولة قحطان، أعجوبة غطت على كل أعاجيب الدنيا، مطار يتسع لثلاثين مليون سائح، بني على مساحة 500 كلمتر مربع، ألا تذكركم أيها المواطنون أيتها المواطنات هذه المساحة بشيء عزيز على قلوبكم؟ أجل إنها مساحة قطاع غزة بفلسطين الحبيبة، هكذا نكون قد بنينا مطارا عظيما بمساحة غزة، تمثلوا هذه العظمة أيها المشاهدون الكرام، كما أن كلفة هذه المعجزة قدرت بسبعة ملايير من الدولارات، تمعنوا هذه الأرقام أيها المواطنون أيها المواطنات، كيف يستطيع شعب، دخله الوطني الخام سبعة ملايير دولار أم يبني مطارا بسبع مليارات دولار؟ كيف يستطيع شعب لا يتجاوز عدد سكانه المليون نسمة أن ينافس أرقى الأمم وأكبرها عددا وعدة؟ إنها الحضارة القحطانية. لقد قال رئيس أعظم دولة في العالم لحبيبنا وعظيمنا وقائدنا العبقري العظيم مازحا "إنكم شعب مجنون!" نعم أيها الرئيس نحن شعب مجنون من أجل العلا، من أجل المجد، من أجل الرفعة، أليس الجنون عظمة؟ أليس الجنون حكمة؟ فليكن ذلك جنونا إذا جعل أعين العالم تنبهر بمنجزاتنا، فليكن ذلك جنونا إذا وقف العالم مشدوها أمام المنجزات التي نصنعها كل يوم، يعيرنا الأعداء بأننا شعب فقير جائع، يفضل لبس الخواتم على كسرة خبز، ألا فليشق الله أفئدتهم، ألا فليخرس الله ألسنتهم، قلوبهم يحركها الحسد والضغينة كل يوم، لأن دولة قحطان تعظم كل يوم، وتصغر في عيون الحاقدين الحاسدين، نحن شعب يجوع ويمرض من أجل المجد، المجد خبزنا ودواؤنا، وقيل عنا أننا شعب مبذر، فليكن ذلك من أجل إبهار العالم ونيل لحظة إعجاب واحدة.
        أيها المواطنون أيها المواطنات، تظهر الآن طائرة قائدنا العظيـم، فليبارك الله خطواتك أيها العظيم  سليل العظماء، فليبارك الله أياديك المجيدة، جماهير شعبنا تنفعل برؤية طائرة الرئيس العظيم، الصيحات والزغاريد، أنظروا إلى هذا الحب الصافي النقي، نساء يهتفن باسم القائد فيغمى عليهن، شعب يحب قائده إلى حد الإغماء والدوار، قائد يعيد الحياة إلى فاقدها، ويعلم الصبي في حجر أمه، هذا شعبك يفنى فيك، هذه هي الصوفية القحطانية، هذه هي الديمقراطية القحطانية، تلامذة المدارس أضربوا اليوم عن الدراسة، وجاؤوا ليتعلموا من القائد دروسا لن يتعلموها في الصفوف. دعونا من الديمقراطية وحقوق الإنسان، تعلموا حقوق الإنسان مما يجري في دولة قحطان، حقوق الإنسان أن يترك الشعب يعبر عن حبه لقائده بحرية بدون قمع، أن يظهر أشكال الطاعة لحبيبه ابن الشعب بكل حرية وبدون تعسف، أليس للقائد حق على الشعب، ما فرط قائدنا حبة خردل في حق شعبه، جعل العالم كله مذهولا مما يجري في بلادنا الحبيبة، بمنجزاتها الخارقة، بملاعبها العظيمة وسط الصحراء، بمطاراتها الواسعة، بفنادقها الفخمة التي لا حصر ولا عدد لنجومها، كل هذا يلزمنا حقا أن نفكر في حقوق قائدنا علينا قبل التفكير في حقوقنا، هذه هي الديمقراطيةالقحطانية.
        أيها المواطنون أيها المواطنات، انفتحت بوابة الطائرة، فأشرق نور مهيب، أضاء ببهائه هذا الليل البهيم، وقلبه نهارا ساطعا، كأني بهذا العظيم نبي أو ملاك، فَلْتَحْيَ أيها العظيم وليدم لك المجد والعز، والله لو كان الناس يُعبدون لعبدناك، لقد جعلك الله خليفة في  الأرض فأحسنت تأدية الأمانة،وقدت هذا الشعب من المجهول إلى المعلوم، من شعب مغمور، إلى شعب ذكره على ألسنة العالمين، شعب صغير دخل كتب الأرقام القياسية من كل الأبواب، كل ذلك بفضلك أيها العظيم، أيها المواطنون أيها المواطنات، قائدنا يحيي بيديه المباركتين الجماهير العاشقة لطلعته النيرة، الشعب يكاد يكسر الحواجز، حناجر المواطنين بحت من الهتاف باسم ابن الشعب العظيم، ود هذا الشعب العظيم أن يلتقي بحبيبه ويتملى بطلعته السنية دون أي شيء آخر، ذلك أكله وشربه، لو ترك الشعب لإرادته لجاء إليك يا ابن الشعب البار وحياك كل يوم، شعبنا لا ينشغل بزيادة في الأجور ولا بحرب ضد البطالة ولا بشيء من هذه الهموم التافهة، نظرة واحدة من هذا العظيم تكفيه ليحيا معززا مكرما، اعذروني أيها الإخوة فاللغة عاجزة عن الوصف، إن ما نشاهده الآن أجل من الوصف، وأسمى من أن تصله الكلمات البئيسة، التحام القائد مع الشعب، لا شيء باق سوى هذا الحب العظيم، وطن عظيم لقائد أعظم.
        أيها المواطنون أيها المواطنات، ابن الشعب البار يتجه نحو القاعة الشرفية والناس ورعاية الله تتبعه أينما حل وارتحل، هؤلاء الناس الطيبون الذين يبيعون الغالي والنفيس لشراء نظرة واحدة من قائدهم العظيم، ود هذا الشعب لو نصبك ملكا عليه، اللهم أطل حياة قائدنا وألهمنا الصبر على تحمل عدم رؤيته ولو لثوان، إن شعبك لا يحتمـل أن تغيب عنه لحظة قصيرة، فكيف وقد تواريت عنه، ودخلت القاعة الشرفية؟ متعك الله بكل راحة وهناء، اللهم اجعل كل شقاء هذا الشعب نعيما لهذا القائد العظيم، اللهم اجعل كل ذل هذا الشعب عزة لهذا العظيم، اللهم اجعل كل فقر هذا الشعب غنى لهذا القائد العظيم. كلما نظرت إلى بؤس هؤلاء الناس، بِرُقعهم ووجوهم النحيلة المصفرة. بؤس يدل على كل أنواع الأمراض المزمنة، ونظرت إلى تفانيهم في تقديم الطاعة لابنهم البار إلا وكبروا في عيني، لأنهم يحملون حبا صادقا بدون مقابل، حبا لوجه الله، هكذا تكون المحبة بينك وبين شعبك يا مفخرة دولة قحطان.
        أيها المواطنون أيتها المواطنات، القائد العظيم ينتقل من القاعة الشرفية إلى الكنيف الرئاسي، إنها لحظة مؤثرة أيها المواطنون أيها المواطنات، متعك الله بكل عافية ونظفك رب العزة من كل رجس، ولولا أني أخاف أن أطعن في عقيدتي لقلت حاشا أن يكون لك شيء نجس كما للناس جميعا، وكيف يكون لمثلك براز وأنت أرقى وأسمى من البشر؟ أيها العظيم الكريم العليم الرحيم، ما أقدس رجسك! ما أعطر ...







تنبيه : أرجو عدم نسخ المحتوى بدون ذكر المصدر و السلام






تعليقك يساعدنا على المواصلة و يدعمنا نفسيا فلا تبخل علينا برأيك

0 التعليقات:

اظغط هنا لاظهار صندوق التعليقات

إرسال تعليق

Blogger Widgets

 
جميع الحقوق محفوظة مدونة المحترف للمعلوميات