Blogger Widgets



تعريف وسوم بلوجر

body : وهو جسم المدونة أي الجزء الكلي للمدونة وهو الخاص بوضع خلفية المدونة مثلا. Outer-wrapper : لديه نفس دور جسم المدونة لكن لديه دور التوسيط وهو اهم دور وهو يحتوي على الأجزاء الثلاث الهيدر

أكمل المقالة مقالة مثبتة

قالب المطورون العرب الرائع ... تفرد بمدونتك

القالب مستنبط من مدونة التعليمية للحاسوب و نضرا لاعجاب الناس بهذا القالب قررنا الاخذ من هذا القالب مع التعديل عليه فكما تلاحظون هو احترافي و هو مواصلة لتصميم الاخ أسامة بويردن اطلبه الان بمقابل خيالي

أكمل المقالة مقالة مثبتة


الثلاثاء، 20 مايو 2014

كيف تعرف شخصيتك من تاريخ ميلادك

كيف تعرف شخصيتك من تاريخ ميلادك
بامكانك معرفة تفاصيل معينة عن شخصيتك من خلال تاريخ ميلادك :

فمثلا إذا كان تاريخ الميلاد الذي تحمله هو 28/12/1991 قم بجمع الأرقام جميعها كالتالي : 8+2+2+1+1+9+9+1 = 33 ثم قم بجمع ناتج الجمع : 3+3 = 6 إذا أنت شخصية رقم 6.
أما ان كان تاريخ ميلادك 52/5/1988 مثلا قم بجمع الأرقام جميعها فتحصل على 5+2+5+8+8+9+1=38 ثم قم بجمع ناتج الجمع فتحصل على 11 فتقوم بالجمع مرة أخرى لتحصل على الرقم 2 .
تستطيع الان قراءة تحليل شخصيتك من خلال الرقم الذي حصلت :
1
أنت انسان مستقل و قائد بالفطرة كما أنك تميل إلى المبادرة و المغامرة في كل شئ . تتميز بأنك قوي الإرادة عاشق المغامرات والتحديات لكنك تميل الى التكبر أحيانا ، كما تميل أيضا للتفكير في نفسك كثيرا .
2
تحب المساعدة و العطاء و لا يهمك لفت الانتباه ، كمكا أنك متفهم مشاعر الاخرين . أما نقطة ضعفك فهي تكمن في عدم قدرتك على اتخاذ القرارات الصعبة .

3

أنت شخص اجتماعي , مرح ومقبل على الحياة الا أنك تميل أحيانا للطيش و لكنك أيضا متفائل و محظوظ .

4

انسان جدي ومتوازن ، كما أنك واقعي ، مجتهد ، و يهتم بتفاصيل الأمور و دقتها . بينما تكمن نقطة ضعفك بالافتقار إلى الإبداع و تميزك بالعناد .
لك ذكاء غير اعتيادي و خارق كما أنك لماح و سريع البديهة . تعتبر من الأشخاص المحظوظين في الحياة كا انك تميل للوظائف العلمية أكثر من تلك المتعلقة بعالم الأعمال .

6

شخص محل ثقة ، تقدر على فرض احترامك على الجميع ، كما أنك قادر على رعاية منزل الأسرة ، . تنجذب بشدة إلى العمل المهني و تحب أجواء الأسرة كثيرا .

‏7

أنت انسان غامض ، ذكي ، لكنك منطو على ذاتك لا تميل الى العلاقات الكثيرة و لا تحبذ العلاقات الوطيدة .

8

أنت انسان صادق و عملي تصلح في عالم الإدارة والأعمال و نتحب المناصب و القوة , لكن احذر المبالغة في ذلك .

9

معطاء ولديك حب المساعدة كما أنك متفائل و مليئ بالحماس ، تفرض احترامك على الغير و لكنك قد تصاب بالغرور أحيانا فاحذر الغرور .

الجمعة، 19 يوليو 2013

وديعة المغاربة

وديعة المغاربة

 إذا كان الإنسان حرا في أن يكتب باللغة التي يشاء، فهذه الحرية لم تكن متاحة للجيل الأول من كتاب الأدب المغربي المكتوب بالفرنسية ، وذلك لسبب بسيط، وهو أن الاستعمار فرض عليه عدم معرفة العربية. أقول هذا الكلام لأدفع عني أي غربة مفترضة بينكم أنتم المغاربة الممارسين للكتابة بالاختيار أو الاضطرار، بحثا أو إبداعا، في ضيافة اللغة الفرنسية.
هذه إشارة إلى مسألة القدرة أو العجز المحركة لدوافعنا في الكتابة . فهل نحن حقا نختار اللغة التي بها نكتب ؟ أشك في ذلك ، فالذي لا يختار لغة أمه لا يملك أن يختار لغة كتابته !
 مع ذلك ، يتعين علي أن أشكر شعبة اللغة الفرنسية وآدابها على الدعوة التي وجهتها إلي للحديث باللغة العربية في ندوة حول "الجيل الأدبي الجديد" .  وما أراها إلا إشارة قوية إلى  الوعي بأن "الأدب" أكبر من حدود اللغات .
  اسمحوا لي أن أتكلم بصفتي كاتب قصة باللغة العربية، وقارئا للأدب المغربي بكل أجناسه في اللغتين العربية والفرنسية. فهذا موقع مريح بالنسبة لي أنطلق منه لأميز ضمن  مجموع الكتاب المغاربة، ليس بين جيل قديم وآخر جديد وحسب؛ بل بين فئتين ضمن كتاب كل لغة، الفرنسية و العربية.
     على مستوى اللغة الفرنسية، أرى أن نميز بين من يكتبون ب "فرنسية مغربية" أمثال محمد خير الدين الذي "أمزغ لغة موليير"  حين دخل في صراع مع  سقفها المعياري وهي لغة الأدب القوي  والثقافة الجبارة ذات القدرة الهائلة  على الهيمنة ، وبين الذين يكتبون بـ "فرنسية فرنكوفونية" من منطلق ساذج نوعا ما يرى أن مجرد الكتابة بالفرنسية ـ بغض النظر عن القيمة الإنسانية و الجمالية لما يكتبون ـ  يحقق لهم امتياز الكونية! و ليس هنا مقام تسمية أي من هؤلاء ما دمنا  نتفق، في كل الأحوال، على قداسة الحق في التعبير عن الذات بحرية.
     أما على مستوى العربية، فأميزـ كذلك ـ  بين فئتين من الكتاب، هما، الفئة التي تكتب بعربية تقليدية  تستمد شرعيتها من تراثيات المشرق العربي أو من الخضوع لمراقبة السلطتين الدينية و السياسية . وفئة تكتب بلغة عربية حديثة  مصدر حداثتها، الإيمان بالذات الفردية والجسد و تفاصيل الحياة اليومية ، وهي فئة من  الكتاب  لا تتنازل عن البعدين ، البشري والدنيوي أمام بطش المقدس . 
أن تكون مغربيا وتنتمي إلى  الجيل  القديم أو الجيل الجديد.. أو تكتب من داخل العربية أو خارجها ، فهذا لا يغير  عمق أو جوهر العملية الإبداعية. و لأن بيني وبين الوجود  لغة أكتب بها  هي مزيج من اللغة ـ الأم (الأمازيغية)، ولغة الشارع (العامية المغربية)، واللغة الوطنية الرسمية للبلد (اللغة العربية الفصحى)، و شذرات من فرنسية الكتب التي أقرأ والأفلام السينمائية التي أشاهد .. فإن هذا التنوع اللغوي مدعوما بأعراقي الإفريقية، والأمازيغية، والعربية  يجعل من  انتسابي إلى الجيل الجديد يتسم بالاختلاط المتوحش . هل الكتابة في هذه الحالة هي عملية تفكيك لحبكة ذلك الاختلاط وتحويل   لهجانة التوحش إلى انسجام تتطابق فيه الجذور اللغوية و العرقية مع سلاسة الأسلوب؟ .. لا علم لي بذلك ! .. فعندما أكتب قصة قصيرة أو سردا روائيا  يتموضع جسدي بين كل هذه   الأصول و الجذور مما يجعل أفعال خطابي ترقص أو تتيه  بين روافد  لغات متشابكة  ( عربية الراديو و التلفزة .. عربية الزنقة .. عربية الكتاب المقدس .. عربية التحذلق الأكاديمي ...إلخ )  معجم وتراكيب يتداخل فيها العربي و الفرنسي و الأمازيغي ، يشكل التفاعل الكيماوي بينها الطريقة التي بها أتخيل ، والكيفية التي بها أكتب ، والمجازات التي تعبر جسدي وقلمي ، وكل هذا  في النهاية ، هو ما يشكل خميرة أو رحم لغتي الأدبية التي لا أجزم ؛  لكن أؤكد أنها من نوع  خميرة كتابة ما نعتبره اليوم جيلا أدبيا جديدا ، سواء كان من كتاب الأدب بالعربية  أو الفرنسية أو بغيرهما من لغات المعمور . 
    لقد تراجعت الحراسة اللغوية / البلاغية المشددة التي كان يقيمها الجيل الأول ( جيل الرواد ) على لغة الكتابة . لم يعد الهاجس اليوم هوإثبات الذات أمام قراء فرنسيين أو مشارقة عبر التماهي  مع النماذج المعيارية أو تملقها . فالجيل  الجديد يجد شروطا مغايرة أكثر تشجيعا له على قول ذاته كما هي بجروحها النرجسية والتاريخية  لأنه جيل يعي  ـ بتعبير الأستاذ خالد زكري ـ مبدأ الحق في الذاتية .  أفلا يمكن  للذاتية هنا ـ بالمعنى العميق للكلمة ـ أن تكون أعلى ممارسة للحداثة في مجتمع  مغربي غارق في النمط التقليدي لحياة القطيع حتى النخاع ؟
   لعل مبدأ الحق في الذاتية هو نفسه الحافز للتمسك بالمغرب ، و فتح المجال للحديث عن أدب مغربي بكل لغات العالم ، ليس مغرب الجغرافيا  بقدر ما هو مغرب الكتابة  التي  ينضج متخيلها بين أضراس ثنائيات  حادة ، متعارضة ومتعايشة في الآن ذاته : (المخزن والفرد/اللغة الوطنية ـ الرسمية و اللغة ـ الأم/لغة اليومي ـ الشفهي و لغة المقدس ـ المكتوب/الذهنية القروية و السلوك المديني/الذوق الشرقي و الموضة الغربية... إلخ)، ثنائيات متعارضة، متطاحنة يكون على الكاتب  الحامل للجسد المغربي أيا  كان منفاه اللغوي   أن يجد صيغة  للملمتها،  لتفجيرها ، لجعلها تتسرب إلى النص الأدبي في شكل أصوات ، شخوص روائية وقصصية،  شذرات ، بقايا ذاكرات ، صور سردية و مجازات ...
نريد أن نتحدث عن الجيل الجديد فنخص بالكلام الكتابة الجديدة .  نريد أن نتحدث عن الكتابة الأدبية  فيحاصرنا سؤال اللغة . نريد تطويع اللغة لتخدم الفرد فينا فيواجهنا المتخيل الجماعي ؛ تتحدانا اللغة الأم ،  لغة الطفولة ، الوديعة التي اغتصبتها منا لغات التلفزيون والمدرسة و الإدارة  فبتنا عرضة للانسلاخ ، فهل اللغة التي نكتب بها أداة انسلاخ أم أداة اندماج ؟   
  إذا كان وضع العربية اليوم في العالم لا يريح ، فينبغي أن نتفق بأنني ككاتب مغربي من الجيل الجديد الذي يكتب بالعربية غير معني إطلاقا بالوضع الرسمي للغة التي أكتب بها في المحافل السياسية الرسمية . وأنتم تعلمون أن الكاتب حتى و إن كتب في لغة أو لهجة أقلية من الأقليات العرقية، فهذا لا يشكل بحد ذاته عائقا أمام تواصله مع عموم القراء. إذن، في ما يخص مسألة الاندماج ، أنا أكتب لكي أندمج في حياة العصر ، وقارئي المفترض ليس ـ بالضرورة ـ مغربيا أو عربيا ، هو قادم إلى الأدب من المستقبل و هذا كاف لتعريفه .
أما  مسألة الانسلاخ ، فبعيدا عن حراس أي معبد يشيده رهبان اللغة أو الأدب ، وبعيدا عن كل الإيديولوجيات الشمولية وسياسات التنميط اللغوي، فالكتابة الجديدة للجيل الجديد، سواء كانت بالفرنسية أو العربية ، هي تلك التي تجعل محورها الجسد و الحياة اليومية ، وفي مواجهة المقدس تمد  الجسور بين الجروح النرجسية للذات الفردية ( أنا الكاتب )  والجرح  التاريخي للذات الجماعية :  المغرب .
    إن الإرث الثقيل من اللاتطابق في المرجعيات و اللغات مع الذات، هو ما يشكل رأسمال كتابة الجيل الجديد من كتاب المغرب بكل اللغات . فإذا كانت المدرسة المغربية  بمقرراتها  السكيزوفرينية الموزعة بين بلاد المشرق و بلاد فرنسا قد فشلت في أن تجعل منا  مواطنين  عربا خلصا ، أو مهاجرين لغويا و ثقافيا بشكل نهائي ، فإنها ـ في المقابل ـ  قد نجحت ـ  دون قصد منها طبعا ـ  في أن تجعل  منا كتابا  مثخنين باللهجات المحلية و اللغات المنفلتة  من سلطة كل نموذج ، شرقيا كان أو غربيا .
    إن التحدي المطروح أمام الجيل الجديد  لكتابة المغرب أدبيا ، ليس خوض صراع كاريكاتوري ( صراع الديكة ) ضد الجيل السابق ، أو التمادي في الإلغاء المتبادل بين الكتاب بالعربية والكتاب بالفرنسية أو غيرهما من اللغات ، و إنما في العودة دون كلل أو ملل إلى منابع اللغة ـ الأم و التسلح بها من أجل الدخول في صراع مع اللغات و الثقافات الخارجية.  صراع داخل الكتابة وليس خارجها .  على جبهة المتخيل و ليس في متاهات الإيديولوجيا،  وهذه  ليست  وصية أو توصية لأحد ، وإنما  دعوة بالجهر لتطوير الحق في الذاتية؛ ولو لم يكن لنا كمغاربة من وديعة إلا لغتنا الأم لكان لنا في هذا المنجم ما به  نكتب و نقرأ مغربنا بأصوات متعددة إلى ما لا نهاية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القائــد الباســل

القائــد الباســل

استدعاني القائد الممتاز، أي رئيس الدائرة، جعلوا هذه القرية البئيسة المالحة العشطانة دائرة، ما يستحق منها أن ينتمي للدائرة هو هذا القصر الكبير المترامي الأطراف الذي يسكنه القائد الممتاز، وما يبهر فيه هو الصهريج الكبير الذي يعلو القصر ويحميه من العطش ومن اصفرارِ خَضْرَةِ جوانبه. هي أقل من قرية صغيرة، تنعم بالماء ساعتين في اليوم، يأتي دون توقيت محدد، لهذا يترك الناس صنابيرهم مفتوحة، وإذا نسوها وخرجوا من بيوتهم يعودون إليها وقد غرقت بطوفان غريب وسط هذه البقعة الصامتة الظامئةكانت القرية قطعة ممتازة من الصحراء لا محالة، وكان فيها الأغنياء موغلين في الغنى، لم أفهم من أين يأتيهم هذا الثراء إلا بعد سبع سنوات من الإقامة. ترددت في البداية، لأنني أكره آل السلطة، أتجنبهم جهد المستطاع حتى لو تعلق الأمر بحق من الحقوق، ليس لأنني أخاف منهم ولكن لأنني لا أحتمل نظرة الاحتقار التي ترافق سلوكهم، أتجنب المقدم المتلصص، فكيف بي ألتقي الآن بالقائد الممتاز؟ شجعت نفسي ونفخت بعض القوة في ركبتيّ وقلت، ليكن ما يكون، أنا لم أفعل شيئا أعاقب أو أجازى عليه.
        قبل أن ينادى عليّ للدخول إلى مكتب القائد الممتاز، نبهني "الخليفة" إلى سروالي الذي نسيته مفتوحا، فلما لاحظ استجابتي السريعة وشكري له، تمادى في ذلك واقترب مني وصوب لي عنق القميص. لا أعرف لو دخلت عند القائد الممتاز بذلك الشكل، كيف سيكون رد فعله؟
ربما اعتقد أنني صنعت ذلك عمدا. وحين أدخلوني عليه، وجدت نفسي في ساحة فسيحة، مثل ملعب مغطى، مكتب نصف دائري، أماكن للاستراحة، ديكورات خضراء ومكتبة مثـقلة بالكتب والمجلدات، قلت في نفسي ماذا عساه يقرأ؟ ثم تراجعت وقلت الحمد لله إنه يقرأ، هناك طريقة للتفاهم مع من يقرأ، ثم تراجعت مرة أخرى وقلت، ربما كان من أنصاف المثقفين، أو يكون ثعلبا ذكيا في يد السلطة، يعرف المثـقفين أكثر من غيره. ثم هزني من غفوتي:
- تفضل آوستاد!
هذه بداية حسنة، الرجل يُكِنُّ لي بعض الاحترام، ومع ذلك تضايقت، فقد كان ينظر إليَّ بما لا يعجب، خرجت لفظة "أستاذ" متزامنة مع نظرة متفحصة لهيأتي من الأعلى إلى الأسفل ومن الأسفل إلى الأعلى، مع تركيز شديد على ثـقب صغير بفردة حذائي اليمنى، ثم إنه وضع الكرسي الذي سأجلس عليه بطريقة تجعلني أقرب إلى المستجوب منه إلى المستدعى إلى روتين إداري.
صباح الخير.
لم يرُدَّ علي، ولم يهتم بصباح خيري، هكذا يكون القائد الممتاز، لو رد عليَّ لنزل إلى مستواي، ولذهبتْ صولة السلطة وبهاؤها وهيبتها. ندمت على إخراج التحية من عزتها ونخوتها التي عرفتُ نفسي بها، ثم حاولت أن أنسى هذا الأمر وأركز حتى أستطيع
الثبات للمحنة القادمة. فتح ملفا، لمحت صورتي في رأس إحدى أوراقه فأرعبني ذلك وحرك أسئلة بدون أجوبة.
        - مالك مع الطاووس؟
        - أي طاووس؟
الذي ضربته بالطباشير.
آه، نسيت، صحيح، بالأمس، كنت في زحمة الدرس، والتلاميذ متناغمون معي، فقطع علينا حبل درسنا الجميل طاووس، وقف أمام باب القسم، فتوقف التلاميذ عن نشاطهم، التفتوا إليه وتركوا انتباههم لديه، وكأنني غير موجود، كانوا ينظرون إليه باحترام شديد أو بخوف غير واضح، كأنَّ بينهم حكايات قديمة، لم يتهكم أحد، لم يغمز أحد الآخر، كما جرت العادة عند حدوث نشاز ما، حاولت أن أرجعهم إلى درسهم فلم يهتموا، بقوا مذهولين بالطاووس، ثم زاد الأمر تعقيدا أنه نفخ ريشه وشتت ألوانه على الأركان الأربعة للقسم، وأخذ يتجول بين الصفوف، متبخترا غير عابئ بي.بعد تفكير متردد، قررت أن أستأنف إلقاء الدرس ولو بدون اهتمام التلاميذ. لكن ما إن مضت دقائق حتى أخذ يصدر أصواتا منكرة، مثل نفير قوي بدون طعم موسيقي، كمنبهات الشاحنات الكبيرة القبيحة، لم أتعلم أبدا أن الطاووس بهذا الشكل البذيء، لم أعد قادرا على الاحتمال، ملأت كفي بالطباشير وأخذت أرجمه، فجمع ألوانه وهرب يختبئ وراء التلاميذ، فتبعته أريد أن أنتف ريشه، فقفز من النافذة، ثم أقفلت الباب والتفتُ إلى التلاميذ الذين استرجعوا وعيهم أخيرا.
عندكم طواويس وليس عنكم ماء للشرب؟
عم الصمت، عم الصمت تلامذة نجباء، أذكياء، يجيبون قبل اكتمال السؤال، تجاوزت ذلك واستأنفت الدرس.
صحيح ضربته.
- لماذا؟
- لأنه عرقل سير الدرس.
- ألا تربون التلاميذ على حب الجمال والفن والشعر؟
- أجل، لكن ما علاقة هذا بذاك؟
       - كان بالإمكان تحويل الدرس إلى متعة مشاهدة جمال الطاووس والتلذذ به.
      - والامتحانات القريبة سيدي القائد الممتاز؟ هل سيسألون فيها عن الطاووس؟
       - لم أكن أعرف أنك سليط اللسان، على العموم ليس هذا موضوعنا.
تغيرت ملامحه وأخذ ينظر ويتكلم بقسمات حاقدة، مشعرا إياي بتهييئ عقاب ملائم.
        - لماذا رفضت أداء 900 درهم؟
        - من الذي حدد هذا المبلغ؟
- هذه أوامر عليا لا تناقش.
- أنا متخرج جديد، لم أتوصل بعد بأجرتي.
- نحن لا نتسولك، هذا أمر يجب أن ينفذ.
- ساعدني إذن على تنفيذه!
- أنا لست أمك، وإذا لم تؤد 900 درهم قبل يوم الجمعة، سأطلب نقلك إلى قرية "عنق الجمل"، ففيها خصاص كبير، والتلاميذ محتاجون لك هناك.
كنت عزمت على التحدي إلى أقصى الحدود، بعد أن عرفت أن الاستدعاء متعلق بأداء محدد بمقياس عام للوظيفة العمومية حسب السلالم، هبط كالوحي المنزل، من أجل بناء مسجد عجيب لا علاقة له بي. لكن حين ذكر قرية "عنق الجمل"، علمت أني غير قادر على تحمل ذلك المنفى الفظيع، لا طاقة لي عليه، تَجَمُّعٌ بسيط من الناس في ثنايا جبال بعيدة عن الطرق والماء والكهرباء والغذاء والحياة. أحسست أنني أضْعُفُ وأذبلُ وأتقزم أمام القائد الممتاز، كنت أود أن أسأله قبل أن أقـفل الباب ورائي:
إذا قدر لي أن أصلي في المسجد الخرافي، ووقف أمامي أحد طواويسك الجميلة، هل تكون صلاتي صحيحة أم باطلة

مـــبــاشــــر

مـــبــاشــــر

أيها المواطنون، أيتها المواطنات، مرحبا بكم في هذا النقل المباشر، لمراسيم عودة قائدنا العظيم، ومعلمنا الملهم، وباعث حضارتنا ومجدنا، رئيسنا الأمجد، من رحلته المظفرة الميمونة، الساعة الآن، الثالثة صباحا، ويتوقع وصول طائرة رئيسنا العظيم بعد لحظات. أيها المواطنون، أيتها المواطنات، الآلاف من أبناء الشعب جاؤوا  إلى هنا، إلى هذا المطار العظيم، ليحيوا قائدهم وحبيبهم، وقرة أعينهم، لم تسعهم مدرجاته فسدوا أفقه من الشمال والجنوب، إنها كتلة بشرية واحدة من المطار إلى العاصمة، على طول  خمسين كيلومترا، أتوا فرادى وزرافات للتملي بطلعته البهية، عشرات الآلاف من أبناء شعبنا العظيم جاؤوا ليمتعوا عيونهم برؤية ابن الشعب البار، عبقرية دولة قحطان العظيمة، لقد أنجب التاريخ العديد من الرجال، لكنه أبدا لم ينجب مثل هذا العبقري، حاشا أن يماثله عظيم على هذه البسيطة، في الماضي أو الآن أو مستقبلا، أيها المواطنون، أيتها المواطنات، انظروا إلى هذا المطار العظيم، فهو يعطيكم الدليل على عظمة رئيس دولتنا العظمى، وعظمة شعبنا بإرادته لا بعدده، لقد استطعنا قائدا وشعبا أن نشيد المفاخر والبطولات والملاحم، انظروا إلى هذا المطار العظيم، مفخرة دولة قحطان، أعجوبة غطت على كل أعاجيب الدنيا، مطار يتسع لثلاثين مليون سائح، بني على مساحة 500 كلمتر مربع، ألا تذكركم أيها المواطنون أيتها المواطنات هذه المساحة بشيء عزيز على قلوبكم؟ أجل إنها مساحة قطاع غزة بفلسطين الحبيبة، هكذا نكون قد بنينا مطارا عظيما بمساحة غزة، تمثلوا هذه العظمة أيها المشاهدون الكرام، كما أن كلفة هذه المعجزة قدرت بسبعة ملايير من الدولارات، تمعنوا هذه الأرقام أيها المواطنون أيها المواطنات، كيف يستطيع شعب، دخله الوطني الخام سبعة ملايير دولار أم يبني مطارا بسبع مليارات دولار؟ كيف يستطيع شعب لا يتجاوز عدد سكانه المليون نسمة أن ينافس أرقى الأمم وأكبرها عددا وعدة؟ إنها الحضارة القحطانية. لقد قال رئيس أعظم دولة في العالم لحبيبنا وعظيمنا وقائدنا العبقري العظيم مازحا "إنكم شعب مجنون!" نعم أيها الرئيس نحن شعب مجنون من أجل العلا، من أجل المجد، من أجل الرفعة، أليس الجنون عظمة؟ أليس الجنون حكمة؟ فليكن ذلك جنونا إذا جعل أعين العالم تنبهر بمنجزاتنا، فليكن ذلك جنونا إذا وقف العالم مشدوها أمام المنجزات التي نصنعها كل يوم، يعيرنا الأعداء بأننا شعب فقير جائع، يفضل لبس الخواتم على كسرة خبز، ألا فليشق الله أفئدتهم، ألا فليخرس الله ألسنتهم، قلوبهم يحركها الحسد والضغينة كل يوم، لأن دولة قحطان تعظم كل يوم، وتصغر في عيون الحاقدين الحاسدين، نحن شعب يجوع ويمرض من أجل المجد، المجد خبزنا ودواؤنا، وقيل عنا أننا شعب مبذر، فليكن ذلك من أجل إبهار العالم ونيل لحظة إعجاب واحدة.
        أيها المواطنون أيها المواطنات، تظهر الآن طائرة قائدنا العظيـم، فليبارك الله خطواتك أيها العظيم  سليل العظماء، فليبارك الله أياديك المجيدة، جماهير شعبنا تنفعل برؤية طائرة الرئيس العظيم، الصيحات والزغاريد، أنظروا إلى هذا الحب الصافي النقي، نساء يهتفن باسم القائد فيغمى عليهن، شعب يحب قائده إلى حد الإغماء والدوار، قائد يعيد الحياة إلى فاقدها، ويعلم الصبي في حجر أمه، هذا شعبك يفنى فيك، هذه هي الصوفية القحطانية، هذه هي الديمقراطية القحطانية، تلامذة المدارس أضربوا اليوم عن الدراسة، وجاؤوا ليتعلموا من القائد دروسا لن يتعلموها في الصفوف. دعونا من الديمقراطية وحقوق الإنسان، تعلموا حقوق الإنسان مما يجري في دولة قحطان، حقوق الإنسان أن يترك الشعب يعبر عن حبه لقائده بحرية بدون قمع، أن يظهر أشكال الطاعة لحبيبه ابن الشعب بكل حرية وبدون تعسف، أليس للقائد حق على الشعب، ما فرط قائدنا حبة خردل في حق شعبه، جعل العالم كله مذهولا مما يجري في بلادنا الحبيبة، بمنجزاتها الخارقة، بملاعبها العظيمة وسط الصحراء، بمطاراتها الواسعة، بفنادقها الفخمة التي لا حصر ولا عدد لنجومها، كل هذا يلزمنا حقا أن نفكر في حقوق قائدنا علينا قبل التفكير في حقوقنا، هذه هي الديمقراطيةالقحطانية.
        أيها المواطنون أيها المواطنات، انفتحت بوابة الطائرة، فأشرق نور مهيب، أضاء ببهائه هذا الليل البهيم، وقلبه نهارا ساطعا، كأني بهذا العظيم نبي أو ملاك، فَلْتَحْيَ أيها العظيم وليدم لك المجد والعز، والله لو كان الناس يُعبدون لعبدناك، لقد جعلك الله خليفة في  الأرض فأحسنت تأدية الأمانة،وقدت هذا الشعب من المجهول إلى المعلوم، من شعب مغمور، إلى شعب ذكره على ألسنة العالمين، شعب صغير دخل كتب الأرقام القياسية من كل الأبواب، كل ذلك بفضلك أيها العظيم، أيها المواطنون أيها المواطنات، قائدنا يحيي بيديه المباركتين الجماهير العاشقة لطلعته النيرة، الشعب يكاد يكسر الحواجز، حناجر المواطنين بحت من الهتاف باسم ابن الشعب العظيم، ود هذا الشعب العظيم أن يلتقي بحبيبه ويتملى بطلعته السنية دون أي شيء آخر، ذلك أكله وشربه، لو ترك الشعب لإرادته لجاء إليك يا ابن الشعب البار وحياك كل يوم، شعبنا لا ينشغل بزيادة في الأجور ولا بحرب ضد البطالة ولا بشيء من هذه الهموم التافهة، نظرة واحدة من هذا العظيم تكفيه ليحيا معززا مكرما، اعذروني أيها الإخوة فاللغة عاجزة عن الوصف، إن ما نشاهده الآن أجل من الوصف، وأسمى من أن تصله الكلمات البئيسة، التحام القائد مع الشعب، لا شيء باق سوى هذا الحب العظيم، وطن عظيم لقائد أعظم.
        أيها المواطنون أيها المواطنات، ابن الشعب البار يتجه نحو القاعة الشرفية والناس ورعاية الله تتبعه أينما حل وارتحل، هؤلاء الناس الطيبون الذين يبيعون الغالي والنفيس لشراء نظرة واحدة من قائدهم العظيم، ود هذا الشعب لو نصبك ملكا عليه، اللهم أطل حياة قائدنا وألهمنا الصبر على تحمل عدم رؤيته ولو لثوان، إن شعبك لا يحتمـل أن تغيب عنه لحظة قصيرة، فكيف وقد تواريت عنه، ودخلت القاعة الشرفية؟ متعك الله بكل راحة وهناء، اللهم اجعل كل شقاء هذا الشعب نعيما لهذا القائد العظيم، اللهم اجعل كل ذل هذا الشعب عزة لهذا العظيم، اللهم اجعل كل فقر هذا الشعب غنى لهذا القائد العظيم. كلما نظرت إلى بؤس هؤلاء الناس، بِرُقعهم ووجوهم النحيلة المصفرة. بؤس يدل على كل أنواع الأمراض المزمنة، ونظرت إلى تفانيهم في تقديم الطاعة لابنهم البار إلا وكبروا في عيني، لأنهم يحملون حبا صادقا بدون مقابل، حبا لوجه الله، هكذا تكون المحبة بينك وبين شعبك يا مفخرة دولة قحطان.
        أيها المواطنون أيتها المواطنات، القائد العظيم ينتقل من القاعة الشرفية إلى الكنيف الرئاسي، إنها لحظة مؤثرة أيها المواطنون أيها المواطنات، متعك الله بكل عافية ونظفك رب العزة من كل رجس، ولولا أني أخاف أن أطعن في عقيدتي لقلت حاشا أن يكون لك شيء نجس كما للناس جميعا، وكيف يكون لمثلك براز وأنت أرقى وأسمى من البشر؟ أيها العظيم الكريم العليم الرحيم، ما أقدس رجسك! ما أعطر ...

الخميس، 18 يوليو 2013

غربــاء في وطننا

غربــاء في وطننا






كنت في التاسعة من عمري و كنت طفلة كثيرة البحث و التنقيب في أي شيء رسمت عليه حروف الخط العربي. ذات يوم كنت أنقب في كتب إخوتي فسقطت عيني على قصيدة " قيد" للشاعر المغربي عبد الكريم بن ثابت من "ديوان الحرية". لم يكن لي من العلم و النضج ما يمكنني من إدراك ماهية القيد و ما هي أشكاله التي عبر عنها الشاعر من خلال قصيدته بصفة خاصة و ديوانه بصفة عامة، لكن كنت أحبها كثيرا و أجدها تحرك في شعورا يصعب علي وصفه. كنت كلما انفردت بنفسي رددتها، لم أكن أعرف سبب ذاك التصرف أو لماذا انكببت على حفظها، كل ما كنت أعرفه هو أن الشاعر متألم من ذاك القيد و ربما الألم هو الذي جمعنا على حب القصيدة.

بعد أحداث تونس استرجع الشارع العربي حديثه عن مفاهيم غابت عنا لمدة ليست بالقصيرة مثل "التحرر" و " الثورة" و "الشهداء" و "كسر القيد"، ثم رأينا الشعر الثوري يفتح عينيه بعد أن عاش غيبوبة طويلة سكن على إثرها غرفة الإنعاش الأدبي طويلا. كل ما صاحب ثورة الياسمين أيقظ حب القصيدة في فصرت كالمدمنة أقلب الكتب و أبحث بهستيرية عن قصيدة "قيد". و ما إن وجدتها حتى صرت أقرأها مرة و مرتين و ثلاث مرات، و في كل مرة أحسها و أحبها أكثر فأكثر. أحببت كيف عبر الشاعر عن قهره و جرحه من المستعمر الذي اغتصب أرضنا و استغلها و ذل عبادها و عاث فيها فسادا و سلبا و نهبا لكل شيء مقدس و لكل شيء عزيز.

توقفت قليلا عن التدبر في القصيدة و واجهت نفسي بهذا السؤال : " ما الذي يربطك بهذه القصيدة يا سناء؟ هل هي آلام الجرثومة السرطانية الاستعمارية التي  لازال الوطن يتوجع بسببها؟ هل هي فكرة الاستعمار التي تلاحق كرامة الوطن؟ أم ماذا؟"، استلقيت على سريري و أخذت أفكر في إجابة شافية لهذا السؤال. فكرت قليلا ثم صرت أحاور نفسي للوصول إلى مكان الألم الذي عبرت عنه القصيدة، هذا الشعور الذي يلاحقني أين ما رحلت و ارتحلت، هذا الشعور الذي يسرق من حياتي حلاوتها، هذا الشعور الذي لم يجد له الواصفون وصفا أقل من المرارة: الغربةو ما أدراك ما الغربة عندما تحسها و أنت في وطنك.

نعم هذا الشعور هو ما يربطني بالقصيدة و هو القيد المر الذي يحاصر اللحظات التي تتجرأ فيها شفتاي على الابتسامة. و أنا أكتب هذه السطور أكاد أجزم أن العديد من المغاربة يقاسمونني نفس الشعور، قد يطلقون عليه أسماء مختلفة لكنه نفس الشعور الذي أسميته " الغربة في الوطن".

نعم أنا مغربية و دمي مغربي و أصلى مغربي و روحي مغربية و ماضي و حاضري و مستقبلي مرتبط بهذا البلد ارتباط الأم برضيعها لكن أحس بغربة في و طني.

أحس بالغربة عندما أتفرج على جلسات البرلمان فلا أجد من يمثلني و لا من يرفع مشاكلي،أنا فعلا أحس بالغربة عن هذا الوطن عندما أشاهد كيف يتعامل الجهاز الأمني مع الفرنجة و كيف يكرم أصحاب الدار أشد الكرم. من منا لا يحس بالغربة و هو يرى الرؤوس الكبيرة تمتص دماء الشعب و لا تعاقب و ويل لأبناء الشعب من سرقة ما يسد الجوع، من منا لا يشعر بالغربة عندما يرى وزراء الهم الوطني تتلعثم و تعاني أشد العناء ثم تبلع لسانها قبل أن تنطق أو تركب جملة عربية قل ما تكون صحيحة هذا طبعا إن استطعنا فك شفرة الكلمات.

أحس فعلا بالغربة عندما أفتح التلفاز على إحدى القنوات الوطنية التي تمول من دُرَيْهِمَاتِنَا المعدودة و أجدها تخصص للغة المستعمر حيزا كبيرا مقارنة مع لغتنا الرسمية و سيدة اللغات "اللغة العربية" و اللغات المحلية ابتدءا بالريفية و مرورا بالسوسية و وصولا إلى الحسانية. أشعر فعلا بالغربة عندما أرى الملايين تصرف على المهرجانات في بلد الفقر المهين. أعرف أنني غريبة عندما تقوم السلطات و لا تقعد عندما تمس شعرة من أجنبي و لا تحرك شعرة عندما تكون الضحية من أبناء المغرب و أحفاد من قدموا الدم لتطهير المغرب من الاستعمار. أعرف كذلك أنني غريبة عندما لا أستطيع الخروج بمعية أبي تجنبا لقبلات السياح الماجنة  أمام العامة في بلد قيل عنه أنه مسلم.

لا تحاولوا أن تقنعوني بأنني صاحبة البلد لان حكومتنا تعمل لاستقبال عشرة ملايين مستوطن و لا تفكر ثلاثين مليون مواطن  من أبناء الدار و الرأي و" الشوار" مع وقف التنفيذ.

مصائبنا أولاً!!

مصائبنا أولاً!!





بسم الله الذي جعل في شعب مصر العزة والإصرار، بسم العلي العظيم الذي ترتقي إليه أرواح الشهداء بعد أن أدّت رسالة الحياة..
بقلب يخفق بحب هذه الأمة من أقصاها إلى أقصاها، وبعقل تشغله تلك السيول الحمراء وبعين أدمتها الدموع أكتب،
ليس غريبا على أهل مصر أن يُسقِطوا "فرعونا" فقد أسقطوا قبله فراعينا، ليس غريبا على أهل مصر أن يفدوا أرضهم بدمائهم الطاهرة وأن يصنعوا الملاحم وأن يضربوا المثل الأعلى في العطاء ونكران الذات لأجل الأرض.

لكن الغريب هو أن تجد شعبا بعيدا عن ساحة القتال يقتتل على "شرعية مرسي" وهو لازالت كل مطالبه إلغاء مراسيم البيعة وتقبيل يد الملك وإلغاء مهرجان يستنزف أموال الوطن باسم ثقافة أُريد لها أن تحصر بين ما دون الحزام وأعلى الركبة.
الغريب هو أن تجد شعبا يناقش "شرعية مرسي" وهو لم يربح بعد معركة الوجود، معركة الهوية، ومازال يقبل، مجبرا لا مخيّرا، بمؤسسات تعادي هويّته، تعادي تاريخه.. تعاديه وتحتقره!!
الغريب هو أن نلتفّ بين معارض ومؤيد للإخوان ونحن لم نستطع أن ننقسم إلى مؤيد ومعارض للواقع السياسي المغربي، كل ما نجحنا في خلقه هو برلمان مفتّت تحكمه الصراعات الفئوية والمصالح الشخصية كتلك التي تحكمنا.
كل إنجازاتنا هي أننا أتينا بحكومة لم تستطع مجتمعة وقف مهرجان رقص وتهريج، فكيف ستستطيع مسح دمعة عين تلفظ روحها في أعالى الأطلس الشامخ؟! الأطلس شامخ بتاريخه لا بواقعنا.
كل إنجازاتنا مفكرون يسبون الرسول باسم الإنسانية وينسون أنهم يجرحون أناسا تحبه، كل إنجازاتنا عقول متطرفة في دينها وأخرى متطرفة في حرّيتها.. حتى الحيوان، وقد غابت عليه نعمة العقل، يعيف التطرف.
نحن نسب أهل الأرض ونأكل دقيقهم، نحن لم ننصف ضحايا وطننا منذ عشر سنوات، نحن لا نكرّم صنّاع تاريخنا، نحن فشلنا في أن نحب بعضنا كمغاربة.. وفي أن نقبل بعضنا كمغاربة.. وفي أن نحتضن بعضنا البعض ونخدم قضايانا... فكيف سنحب الآخر؟ وكيف سنعطيه؟ وكيف سندعم قضاياه؟
إن أردتم فعلا أن تساعدوا مصر فاعتنوا بشقيقتها المغرب... فالركبة المكسورة التي لا تحمل ثقلها لن تقدر على حمل ثقل غيرها، وأهل مصر أدرى بشعابها، وإن أردنا مساعدتهم فهنالك ألف طريقة وطريقة غير هذه الصراعات العقيمة.

إلى أولئك الذين يسبحون عكس تيار الشباب لخدمة الشباب، إلى أولئك الذين يسهرون يجمّعون البقايا، فتجعلها أناملهم الزكية لأهالينا أجمل الهدايا، إلى كل الصامتين الذين يضحون بعيدا عن الأضواء كي ينتزعون بسمة من هذا المغرب القاسي.. إلى الذين تشرق شمس هذا الوطن بهم.. أنتم كل ما في هذا الوطن!! 

الأربعاء، 17 يوليو 2013

فيما يفيدك الحزن حتى تأتي أخره













حسنا .. فيما يفيدك الحزن حتى تأتي أخره ؟؟
فيما تفيدك الكلمات المحبطة حتى لو حفظت قواميس لغات العالم اجمعها ؟؟
دع الحزن لأهله .. والاحباط لاهله .. انت لست .. انت لست من ذلك الكوكب ..

إنتمي إلينا نحن معاشر المجانين الذين يشعلون الشموع تحت العواصف، ويتشبتون بها حتى لا تنطفئ ..
ويستضيئون في الأزقة المظلمة بأمل يحتاج إلى أمل كي يعيش ..
يرمون خلف ظهورهم معتقدات الاجداد والناس .. ويؤمنون أنهم على ضعفهم سيغيرون العالم .. ثم يتعلمون من تلميذة لم تتجاوز ال15 عاما أن المستحيل هو الشيء الذي لم نبذل له المجهود لتحقيقه ..

إنتمي إلينا نحن المجانين .. فغدا وكلنا ثقة ، سيرضخ هذا الكون وهذه الظروف لإرادتنا .
وسيكون لكل مواطن مهما كان وفي اي مكان من هذا الوطن ولو في اعلى الجبال او في ابعد الصحاري سيكون له حقه .. سيصله حقه دون أدنى عناء ... ليبقى له العناء لتحقيق احلامه ... 
كن معنا نحن المجانين الذين يضعون اقدامهم على ارض الواقع ويشربون مرارته كل يوم ليردوا عليه بعمل يغيره مهما كان قاسيا ....

ملاحظة :
لعلك مثلي لست مثل هؤلاء ، ولكني اصر ان اقول نحن حتى اصير واشعر وانتمي اليهم . ولو بعد حين ..

 
جميع الحقوق محفوظة مدونة المحترف للمعلوميات